الزواج فى مصر القديمة وأقدم وثيقة زواج
قراءات مصرية للعالم الجليل محرم كمال
غندما أراد حكيم الدولة القديمة (بتاح حتب) الذى غاش قبل 4500 سنة أن ينصح ابنه ’ كان من بين ما وصاه به أن قال : (( إذا كنت رجلا حكيما فكون لنفسك أسرة)).
وعلى هذا النهج أتى حكيم أخر ( يدعى آنى ) من عصر الدولة الحديثة عاش منذ نحو 3450 سنة , وقال هو أيضا وهو ينصح أبنه ويوصيه : (( بأن من كان حكيما يتخذ لنفسه فى شبابه زوجة تلد له أبناء , فإن أحسن شئ فى الوجود هو بيت الأنسان الخاص به )).
ونعود الى حكيمنا “بتاح حتب” والذى زاد عن وصيته الاولى بأن وضع دستورا قويما لمعاملة الزوجة , رسم فيه السياسة المثلى التى تكفل حسن المعاشرة ودوام المودة والتآلف ةاستمرار روح التعاطف بين الزوجين , حيث قال : (( أحبب زوجك فى البيت كما يليق بها , املأ بطنها وأكس ظهرها , وأعلم أن الضموخ ” الماكياج وأدوات التجميل” علاج لأعضائها , أسعد فلبها مادامت حية , لأنها حقل طيب لمولاها )).
ونجد فى وصية أخيرة لنفس الحكيم ما أوجز به فقال حكمته الخالدة موصيا أبنه فى كبفبة التعامل مع زوجه : (( لاتكن فظا ولا غليظ القلب ’ لأن اللين يفلح معها أكثر من القوة )) .وفى أغلب الأحوال كان المصرى القديم حين يتزوج يكتفى بزوجة واحدة وكان يطلق عليها حبنئذ “نبت بر” بمعنى سيدة البيت ,
ولانعلم (طبقا لمعطيات الآثار) فى أى سن كان يتم الزواج , على أن الأمر فى العصور الفرعونية ربما لم يكن مختلف عما كان عليه الحال فى عصور السيادة الرومانية , عندما كان الشبان يتزوجون فى سن الخامسة عشرة ببنات فى سن الثالثة عشرة أو الرابغة عشرة , ( وهذا التقليد كان حتى زمن قريب موجودا فى الريف المصرى) .
يقول امحتب ل تاحتر : (( لقد أتخذتك زوجة , وللأطفال الذين تلدينهم لى كل ما أملك وما سأحصل عليه . الأطفال الذين تلدينهم لى يكونوا أطفالى , ولن يكون فى مقدورى أن أسلب منهم أى شئ مطلقا لأعطيه إلى آخر من أبنائى , أو الى أى شخص قى الدنيا .
سأعطيك من النبيذ والفضة والزيت مايكفى لطعامك وشرابك كل عام , ستضمنين طعامك وشرابك الذى سأجريه عليك شهريا وسنويا , وسأعطيه اليك أينما أردت , وإذا طردتك “طلقتك” أعطيتك خمسين قطعة من الفضة , وإذا أتخذت لك ضرة أعطيتك مائة قطعة من الفضة ….. ويقول أبى : “تناولى عقد الزواج من يد ابنى كى يعمل بكل كلمة فيه , إنى موافق على ذلك …. شهود هذا العقد ستة عشر شخصا)).
وللحديث بقية
مجدى عبد الرحيم
24 ديسمبر 2014