مصر التى يجب أن نعرفها
مصر التى يجب أن نعرفها
يعتبر تاريخ مصر القديم والمعروف بالفرعوني وبحق من أجل تواريخ الأمم والشعوب بل وأعظمها شأنا وأرفعها مكانة , لقد ملأ مجد مصر العريق أسماع الدنيا بأسرها وسيظل ان شاء الله تعالى طالما بقيت السموات والرض وطالما جرت البحار والأنهار وطالما جرى واهب الخصب لمصر النيل العظيم , يكفى القول للتنويه بمدى أهمية مصر وتاريخها أنه في أقاب خروج نابليون من مصر عام 1801 وبدأت حركة النشر العلمي عن مصر وحضارتها منذ بواكير القرن التاسع عشر الميلادي والتلى لم تتوقف حتى الأن ان مصر وبحق البلد الوحيد في العالم الذى زاد عدد ما كتب عنها ومناشر من كتب وابحاث علمية ومحاضرات في الجامعات وقاعات الدرس والمراكز الثقافية عشرات الألوف من هذه وتلك .غير أن ما يضفى بعضا من الحزن على النفس ان أكثر المصريين مازالوا يجهلون هذا التاريخ العظيم , وقد يزيد الأمر في النفس غصة ان نجد اكثر الخاصة قبل العامة لا يهتمون او يحفلون بجواده ناهيك عن بعض أخر قد ينفر منه او يقلل من شأنه تارة عن جهل وتارة عن عمد وتارة أخرى لتعصب ديني ممقوت ما انزل الله به من سلطان رغم ان أهم قيمة في بناء الشعوب والأمم هو دراسة تاريخها ومصنعه الآباء والأجداد الأولين وأخذ العبر والدروس مما اجادوا فيه أو حتى اخفقوا فيه.وهذا في حد ذاته من أهم الوسائل التي تعمق الشعور بالانتماء القومي لمصرنا والى الاعتزاز بكل ما هو مصري والارتباط بالوطن وأرضه.فاذا تتبعنا مسيرة هذا التاريخ وهذه الحضارة العظيمة سواء بسلبياتها وأجبيتها بإنجازاتها وإخفاقاتها على مدى ألاف السنين لجدير بأن يزرع الثقة في النفوس بل ويساعد على اجتياز المحن وتخطى النكسات الوقتية الطارئةفأية نهضة حضارية مرجوة للأمة او أية نهضة ثقافية يرجى من تحقيقها لابد وأن تبدأ بالبحث عن الجذور والأعماق وأن تطلع الأنسان المصري لمستقبل مشرق واعد لابد ان يستمد من الماضي وان تتجه الخطى لغرس وتعميق الوعى بالتاريخ المصري العظيم والتعريف بتراث هذه الحضارة التي بهرت العالمين.فمعرفتنا بتاريخنا ووعينا بتراثه كفيل بأن يكمل الثقافة القومية الخالية من الشوائب والنقائص ويبرز تلك الشخصية الوطنية ويوجد ذلك الترابط المتناغم بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا , لا أزايد في القول بأن معرفة هذا التاريخ واجب مقدس وشكر وعرفان للأسلاف العظام الذين بنوا وطنا أبيا كريما كان ملء وسمع الدنيا أو فلنتنكر لأصولنا.بقلم مجدى عبد الرحيم